خطبة الجمعة 5 ديسمبر 2025: العقول المحمدية والتفكير الإيجابي

الخطبة الأولى: العقول المحمدية وأهمية التفكير الإيجابي

الحمد لله الذي هدانا بعقولنا لنميز بين الخير والشر، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله.

تُعرّف العقول المحمدية بأنها العقول التي صقلتها مفاهيم القرآن وأنوار النبوة، لتنتج تفكيرًا إيجابيًا يعود بالنفع على الفرد والمجتمع. فهي لا تهدم، بل تبني؛ لا تشكو أو تستسلم، بل تسعى للإصلاح والعمل الصالح.

القرآن الكريم يحث على استخدام العقل، فقد ذُكر أكثر من 49 مرة، مع ألفاظ أخرى مثل: التدبر، التذكّر، النظر، والبصيرة، لتؤكد أن التفكير جزء أصيل من بناء الإنسان المؤمن.

> أمثلة: ﴿أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [البقرة: 44]، ﴿وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [البقرة: 269]

وقد صنف العلماء العقول إلى ثلاثة أنواع:

1. العقل السطحي: يقف عند الظاهر فقط، لا يبتكر ولا ينتج، ويضيع عمر صاحبه.

2. العقل العميق: يحلل ويستوعب الأحداث من منظور شامل، يصلح للقيادة والبحث العلمي.

3. العقل المستنير: يربط كل فهمه بالله، ويجمع بين عمق المعرفة والقيم الروحية، فيصبح داعمًا للتفكير الإيجابي الذي ينهض بالمجتمعات.

ويعزز القرآن والسنة مفهوم التفكير الإيجابي من خلال الإيمان بالله، طلب العلم، الصبر، التواصي بالحق، والتحلي بالقوة والنشاط.

> “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف” [رواه مسلم]

الخطبة الثانية: التحذير من التشكيك والتشاؤم

ينبه الدين إلى خطورة التشكيك المفرط، والحيرة المستمرة، ونشر روح التشاؤم، فهي تقتل الأمل وتعيق التقدم. الإيمان الحقيقي ينبع من اليقين، واليقين هو أساس القوة الروحية والاجتماعية للفرد.

> “ورأس الحكمة مخافة الله، وخير ما يُلقى في القلوب اليقين” [الزهد لهنّاد الكوفي]

خطوات عملية لتعزيز التفكير الإيجابي:

1. الاستعاذة بالله من العجز والكسل عند مواجهة الصعاب.

2. مراقبة وتنقية العقل من الأفكار السلبية.

3. تحويل التفكير السلبي إلى إيجابي بالنية والعمل.

4. التركيز على ما ينفعك والاستعانة بالله.

5. ضبط الانفعالات، وإدارة الغضب بهدوء.

6. التمسك بالأمل والتفاؤل.

7. الصحبة الصالحة والبيئة المحفزة للعلم والعمل الصالح.

التفكير الإيجابي ليس رفاهية، بل ضرورة دينية واجتماعية. العقل السليم والإيمان الراسخ يقودان الإنسان نحو البناء والخير، ويجنبه اليأس والسلبية، فليحرص كل مؤمن على تنمية عقله ونفْسه ليكون عنصر نهضة وإصلاح في مجتمعه.